خطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة خطبة الأسبوع ، خطبة الجمعة القادمة، خطبة الاسبوع، خطبة الجمعة وزارة الأوقاف

خطبة الجمعة بعنوان (رمضان مدرسة الدعاء والنصر)بتاريخ 14 رمضان الموافق 9 يونيو 2017 للشيخ ماهر خضير

لتحميل الخطبة بصيغة Word

لتحميل الخطبة بصيغة Pdf

خطبة الجمعة بعنوان (رمضان مدرسة الدعاء والنصر)      بتاريخ 14 رمضان  الموافق  9 يونيو 2017

بسم الله الرحمن الرحيم

عناصر الخطبة

العنصر الأول: عبادة الدعاء وأوقاته وفضيلة الدعاء في رمضان

العنصر الثاني : نماذج من إجابة الدعاء وأسباب الإجابة وعدمها

العنصر الثالث : رمضان والانتصارات ووقفة مع الجهاد في الإسلام

الحمد لله رب العالمين، يسمع دعاء الخلائق ويجيب…يؤنس الوحيد، ويَهدي الشريد، ويُذهب الوحشة عن الغريب…يغفر لمن استغفره، ويرحَم مَن استرحمه، ويصلح المعيب… وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له المهيمن والرقيب…من تبع شرعه والاه، ومن تقرب إليه فاز بقرب مولاه …ومن أوى إليه آواه، ومن استحيا منه فليس عليه تثريب…من توكل عليه كفاه، ومن التجأ إليه فالفرج قريب… وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله المقرب والحبيب…خلقه نعمة، ومبعثه رحمة، وشمس سنته لا تغيب…نظره لحظ، وكلامه وعظ، واللفظ منه لا يريب… وبعد فأوصى نفسي أولاً وإياكم بتقوى الله علام الغيوب فإنه من اتقاه وقاه ونجاه فاللهم اجعلنا من المتقين اللهم آمين

ثم اما بعد :

الدعاء من العبادات الجليلة ، التى خصها الله بالذكر في كثير من الآيات ، وبـين النبـي صلى الله عليه وسلم شرفها في كثير من الأحاديث الصحيحة وقد جاءت الأدلة في بيان عِظم شأن الدعاء فمنها :

حديث سلمان الفارسي عن النبـي صلى الله عليه وسلم قال : ” إن الله حيـي كريم يستحيـي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين ” رواه الترمذي وصححه الالبانى

فالدعاء عبادة تقوم على سؤال العبد ربَّه والطلب منه وهي من أفضل العبادات التي يحبها الله خالصةً له ولا يجوز أن يصرفها العبد إلى غيره.

 لذلك ‏عن‏ ‏النعمان بن بشير‏ ‏قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ‏يقول ‏ ‏” الدعاء هو العبادة ” رواه الترمذي

فهو عبادة والفلاح والرشاد لمن تعبد لله تعالى بدعائه سبحانه قال الله في القرآن الكريم : ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)﴾ (سورة البقرة)

وعن ‏‏نافع عن‏ ‏ابن عمر ‏قال ‏قال رسول الله ‏ “من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة وما سئل الله شيئا ‏ ‏يعني ‏ ‏أحب إليه من أن يسأل العافية ” وعن ‏‏أبي هريرة ‏ ‏‏عن النبي ‏  ‏ ‏قال ‏ ” ‏ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء ” رواه الترمذي

ومن لم يتعبد بها لله يغضب الله منه حيث قال الله في القرآن الكريم : ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)﴾ (سورة غافر)

قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من لم يسألِ اللهَ يَغْضَبْ عليه). أخرجه أحمدُ، والترمذيُّ

ولا يجوز صرف عبادة الدعاء لغير الله تعالى باى حالٍ من الأحوال كمن يقول يا نبـي الله ، أو يافلان   أشكو إليك ذنوبـي ، أو نقص رزقي ، أو تسلط العدو علي ، أو أشكو إليك فلانا الذي ظلمني ، أو يقول أنا نـزيلك ، أنا ضيفك ، أنا جارك ، أو أنت تجير من يستجير ، أو أنت خير معاذ يستعاذ به . وهذا باب ذلت فيه أقدام ظنت انها تعترف بقدر من يتوجهون اليهم وان من يدعوهم الى التوجه الى الله ينتقص من قدر هؤلاء ويكفى ان نذكر قول الله تعالى (ادعوا ربكم تضرعا وخفية) لا احد غيره و حديث ابن عباس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ” فلو جاز سؤال غير الله لقال : واسألني واستعن بـي ، بل أتى صلى الله عليه وسلم بمقام الإرشاد والإبلاغ والنصح لابن عمه بتجريد إخلاص السؤال والاستعانة على الله تعالى .

عباد الله عباد الله ان الدعاء يكون في كل وقت وكل حين ولكن هناك أوقات يكون أكثر استحبابا ويكون القبول فيا أرجى عند الله تعالى و ما أجمل كلام ابن عطاء الله  حين قال: إن الدعاء له أركاناً وأجنحة وأسبابا وأوقاتاً , فإن وافق أركانه قوى وإن وافق أجنحة طار إلى السماء وإن وافق مواقيته فاز وإن وافق أسبابه نجح , فأركانه حضور القلب والخشوع وأجنحته الصدق ومواقيته الأسحار وأسبابه الصلاة على النبي ومن شروط الدعاء أن يكون سليماً من اللحن.

فيستحب الدعاء في الثلث الأخير من الليل – عند الفطر وفى حال التلبث بالعبادة فقد اخبر الرسول الكريم ان للصائم دعوة عند فطره لا ترد – ودعاء ليلة القدر – وعند الأذان  ‏ قال رسول الله ‏  ‏” ‏ثنتان لا تردان الدعاء عند النداء وعند ‏ ‏البأس ‏ ‏حين ‏ ‏يلحم ‏ ‏بعضهم بعضا ” –  بين الأذان والإقامة  روي في ‏مسند أحمد عن أنس بن مالك ‏ ‏قال ‏قال رسول الله ‏ ‏ ‏ ‏ “إن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة فادعوا” –  في السجود: روي في سنن النسائي ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏أن رسول الله ‏  ‏ ” ‏قال ‏ ‏أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد فأكثروا الدعاء ” – وفى أدبار الصلوات المكتوبات – وعند نزول الغيث – عند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة –  آخر ساعة من بعد العصر – ودعاء يوم عرفة : ‏روى مالك بن أنس في الموطأ عن ‏ ‏طلحة بن عبيدالله أن رسول الله ‏  ‏ ‏قال ‏ “‏أفضل الدعاء دعاء يوم ‏ ‏عرفة ‏ ‏وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له”

أيها الكرام الأماجد

إن شهرَ رمضانَ لفرصةٌ سانحة، ومناسبة كريمة مباركة يتقرب فيها العبد إلى ربه بسائر القربات، وعلى رأسها الدعاء؛ ذلكم أن مواطن الدعاء، ومظانَّ الإجابة تكثر في هذا الشهر؛ فلا غَرْوَ أن يُكْثِر المسلمون فيه من الدعاء.

وتأمل ايها المبارك السر في ختم آيات الصيام بالحثّ على الدعاء، حيث يقول ربنا_عز وجل_: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ). والملاحَظ أن هذه الآية وردت وسط الآيات المتعلقة بأحكام الصيام، الأمر الذي نلمس منه أهمية الدعاء في هذا الشهر خاصة، وقبول الدعاء واستجابته عند الله وفي الحديث المتفق عليه قوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل رمضان فتِّحت أبواب الجنة وغُلِّقت أبواب النار وسلسلت الشياطين ) ، ففي هذا الحديث إشارة إلى الحث على الإكثار من فعل الطاعات والقربات، والدعاء منها، وفيه أيضًا إشارة لقبول الدعاء؛ لأن الفتح دليل على الإذن بالدخول والقبول.

نماذج من استجابة الله لدعاء عباده

إن خزائن الله عز وجل لا تفنى ابدا فهو القائل (…… يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عِبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) رواه مسلم .

فهذا أيوب عليه السلام اشتد به البلاء وزاد فتوجه الى مولاه ليجد ربه قريبا مجيباً قال الله في القرآن الكريم : ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نادي رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42)﴾ (سورة ص)

وانظر الى يونس عليه السلام يدخل فى بطن الحوت وظلمته والاسباب تنتفى من حوله الا من دعاءه لمولاه ليتوجه اليه ليجد الإجابة من ربه سبحانه قال الله في القرآن الكريم : ﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)﴾ (سورة الأنبياء)

واما زكريا عليه السلام فقد كبر سنه ووهن عظمه وخط الشيب فى رأسه فالاسباب عنده فنيت واما زوجته هى الاخرى فهى عاقر لا تلد ولكن بقى باب واحد وسبب اخر وهو قرع باب السماء والتوجه الى الله سبحانه قال الله في القرآن الكريم : ﴿وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)﴾ (سورة الأنبياء)

كما دعا نوح- عليه السلام-حين ظلمه قومه وتولوا عنه وعن دعوته سنوات طوال فقال:

«رب لا تذر علي الأرض من الكافرين دياراً – إنك أن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا»

فعاقب الله-تعالي- قومه وأنجاه «ونوحا إذ نادي ربه من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم».

وهذا نبى الله ابراهيم عليه السلام يدعوا الله ان يرزق بالولد وليس اى ولد ولكنه يحدد صفاته يريده من الصالحين فيستجيب الله له سؤله ويعطيه ما يريد قال الله في القرآن الكريم : ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ  (سورة الصافات)

عن أبي ثابت بن شداد بن أوس قال : قال النعمان بن قوقل (وكان أعرجاً وأبى أن يتخلف عن الغزوة طمعاً فى الشهادة والجنة) دعا قائلاً يوم أحد : اللهم إني أقسم عليك أن أقتل فأدخل الجنة ، فقتل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن النعمان أقسم على الله فأبره ، فلقد رأيته يطأ في حظيرتها ما به من عرج »

وهذا الفاروق رضي الله عنه فعن سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما نفر من منى ، أناخ بالأبطح ، ثم كوم كومة من بطحاء ، فألقى عليها طرف ردائه ، ثم استلقى ، ورفع يديه إلى السماء ، ثم قال : « اللهم كبرت سني ، وضعفت قوتي ، وانتشرت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط ، فما انسلخ  ذو الحجة حتى طعن فمات رحمه الله »

وعن شداد الأعمى ، عن بعض أشياخه من بني راسب قال : « كنت أطوف بالبيت ، فإذا رجل أعمى يطوف بالبيت وهو يقول : اللهم اغفر لي وما أراك تفعل ، قال : فقلت : ألا تتقي الله ؟ قال : إن لي شأنا ، آليت أنا وصاحب لي لئن قتل عثمان لنلطمن حر وجهه ، فدخلنا عليه ، فإذا رأسه في حجر امرأته ابنة الفرافصة ، فقال لها صاحبي : اكشفي عن وجهه ، فقالت : لم ؟ قلت : ألطم حر وجهه ، قالت : أما ترضى ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ، قال فيه كذا وكذا فاستحيى صاحبي فرجع ، فقلت : اكشفي عن وجهه قال : فذهبت تعدو علي ، فلطمت وجهه فقالت : ما لك ، يبس الله يدك ، وأعمى بصرك ، ولا غفر لك ذنبا ، قال : فوالله ما خرجت من الباب حتى يبست يدي ، وعمي بصري ، وما أرى الله يغفر ذنبي »

عن عبد الله بن محمد الهباري قال: إعتل فضيل بن عياض، فاحتبس عليه البول؛ فقال: بحبي إياك لما أطلقته؛ قال: فبال. حلية الأولياء

أسباب إجابة الدعاء

الدعاء عبادة بينك وبين الله، يمكن أن تؤديها في كل مكان وزمان ووضع «الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلي جنوبهم»، إلا أن بالدعاء نكون أقرب للإجابة «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة فإن الله لا يستجيب من قلب غافل لاه».. القاعدة الأولي التي وضعها الرسول -صلي الله عليه وسلم- لنا حين ندعو الله-تعالي- بأن نكون علي يقين من الاستجابة لأن الله لا يستجيب لمن يشك في وعده حين قال :«ادعوني استجب لكم».ثم نستقبل القبلة وكأنها صلاة حتي نشعر وكأننا أمام الكعبة ونرفع أيدينا إلي أعلي دليلاً علي الخشوع والافتقار إلي الله، ولأن الله لا يرد يدا ممدودة له كما قال الرسول-صلي الله عليه وسلم-:«إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا». ويكون بدء الدعاء بالثناء علي الله -تعالي- بأسمائه الحسني ثم الصلاة علي النبي-صلي الله عليه وسلم-.وتعميم الدعاء بأن يدعو الإنسان لنفسه ولسائر المسلمين ومن الأسباب الإلحاح في الدعاء فالله يحب الملحين في الدعاء كما قال النبي-صلي الله عليه وسلم- وكان يكرر الدعاء ثلاث مرات ومن اسبابه طيب المطعم والمشرب والملبس وعدم الدعوة بقطيعة رحم أو جور  او ظلم

ولكن قد يقول قائل كم من داع وخطيب وعالم وشيخ وشاب وامرأة وطفل دعوا وأمنوا ولم يستجاب لهم فلما؟

لماذا لا يستجيب الدعاء دائما ؟

مليارات من الدعوات تصعد كل يوم إلي الله ويتساءل الكثيرون لماذا لا تستجاب كلها؟

الإجابة في نقاط

أولا: لان سنن الكون تمنع الاستجابة لجميع الناس لأسباب تتعلق بسنة الحياة فمثلا الكل يطلب الغني ولو استجاب الله لذلك لاستغني الناس وطغوا وفسدت الأرض فالله -تعالي- يقول:«ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير».

ثانيا: أن الإنسان يقصد في دعائه جلب خير أو دفع شر ولكن ليس الخير والشر دائما هما ما يتصوره الإنسان بعقله المحدود فقد يدعو بما يراه خيراً وهو شر وقد يختار له القدر أمراً يحسبه شرا ثم تظهر له الأيام أنه خير، وفي هذا يقول الله:«وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون».

ثالثا: الدعاء خير للإنسان في جميع الأحوال سواء تحقق ما دعا به أم لم يتحقق فإذا تحققت الدعوة يسعد بها وإذا لم تتحقق فإما أن يكون الله قد أبعد بسببها عنه شرا أو أنه يدخرها له ليحققها بعد حين أو ليعوضه عنها في الآخرة وهذا ما أكده رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في الحديث حيث قال: «ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله إحدي ثلاث :إما أن تعجل له دعوته وإما أن تدخر له وإما أن يكشف عنه من السوء بمثلها».

رابعا: البعض يدعو الله ولكنه لا يوقره ولا يحترم شعائره ويفرط في أوامره ونواهيه أو يدعوه بقلب غافل ولاه غير خالص لله فيكون ذلك سببا في عدم الإجابة، فعندما قال سعد بن أبي وقاص للرسول-صلي الله عليه وسلم- : ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة قال له:«أطب مطعمك تستجب دعوتك».

أو كما قال صلى الله عليه وسلم ادعوا الله يستجب لكم واستغفروه يغفر لكم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخطبة الثانية:

الحمد الله الذي أبدع الموجودات بجمال الخلقة والتركيب، وجعلها تذكرة ودليلاً على كمال الحكمة والقدرة والشأن العجيب، سبحانه من إله حكيم والصلاة والسلام على النبي الرحيم، الهادي إلى صراط الله المستقيم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.. أما بعد:

عباد الله ان شهر رمضان لم يكن شهر خمول وكسل وترك لميادين العمل والجهاد ابدا والله وانما كان شهر عمل وانتاج بل وجهاد ونصر فالصيام عبادة والعمل والجهاد كذلك عبادة وفى شهر رمضان حققت الأمة الإسلامية انتصارات كبرى على طول الزمان وعرضه، ثم نقول لم ترَ الدنيا في تاريخها معارك أشرف من معارك الإسلام ولا أسمى منها غاية، وقد خاضها رجال بواسل كانوا بحق جند الله تعالى، فكانوا رهبان الليل وفرسان النهار، فملؤوا الدنيا عدلاً ونوراً

ففى شهر رمضان كانت الانتصارات الكبرى، حين تهب ريح الإيمان، ونسمات التقوى، وتتعالى صيحات الله أكبر فيتنزل النصر من الله تعالى، على قلة العَدد وقلة العُدد , ومن أشهر الانتصارات الكبرى للمسلمين في شهر رمضان

 1- غزوة بدر الكبرى عام 2 هجرية ……  2- فتح مكة عام 8 هجرية …. 3- موقعة البويب عام 13 هجرية  4- فتح بلاد الأندلس عام 29 هجرية  5- فتح عمورية عام 223 هجرية 6- عين جالوت عام 658 هجرية… 7- فتح أنطاكية عام 666 هجرية …. 8- حرب أكتوبر كانت فى العاشر من رمضان عام 1393 هجرية

ويطيب لنا ان نذكر  نبذة عن الجهاد فى الإسلام

أولًا: ما هى أهداف الحرب في الإسلام؟

1- رد العدوان والدفاع عن النفس.

2- تأمين الدعوة إلى الله، وإتاحة الفرصة للضعفاء الذين يريدون اعتناقها.

3- المطالبة بالحقوق السليبة.

4- نصرة الحق والعدل.

ثانيًا: شروط الجهاد:

1- النبل والوضوح في الوسيلة والهدف.

2- لا قتال إلا مع المقاتلين، ولا عدوان على المدنيين.

3- إذا جنحوا للسلم وانتهوا عن القتال؛ فلا عدوان إلا على الظالمين.

4- المحافظة على الأسرى ومعاملتهم المعاملة الحسنة التي تليق بالإنسان.

5- المحافظة على البيئة، ويدخل في ذلك النهي عن قتل الحيوان لغير مصلحة وتحريق الأشجار، وإفساد الزروع والثمار، والمياه، وتلويث الآبار، وهدم البيوت.

6- المحافظة على الحرية الدينية لأصحاب الصوامع والرهبان، وعدم التعرض لهم.

عباد الله اغتنموا شهركم الكريم بدعاء ربكم والتضرع له ليرزقكم النصر والخير فقد كان الصالحون دائما وابدا لسانهم رطب بدعاء الله

 فعن كعب الأحبار: أن موسى عليه السلام كان يقول في دعائه: اللهم، لين قلبي بالتوبة، ولا تجعل قلبي قاسياً كالحجر. حلية الأولياء

وعن كعب الأحبار قال: كان داود عليه السلام يستقبل الليل والنهار، ويقول: اللهم، خلصني اليوم من كل مصيبة نزلت من السماء إلى الأرض، اللهم، اجعل لي سهما في كل حسنة نزلت من السماء إلى الأرض، ثلاث مرات. حلية الأولياء

وعن سعيد بن عبد العزيز قال: كان دعاء داود عليه السلام: سبحان مستخرج الشكر بالعطاء، ومستخرج البلاء بالدعاء. حلية الأولياء

وعن صالح المري، أنه كان يدعوا: اللهم، ارزقنا صبراً على طاعتك، وارزقنا صبراً عند عزائم الأمور. حلية الأولياء

وكان عطاء السليمي يقول: رب، ارحم في الدنيا غربتي، وفي القبر وحدتي، وطول مقامي غداً بين يديك. حلية الأولياء

وعن وهيب بن الورد قال: بلغنا، أن عطاء قال: جاءني طاووس اليماني بكلام محبر من القول؛ فقال: يا عطاء، إياك أن تطلب حوائجك، إلى من غلق دونك أبوابه، وجعل دونها حجابه؛ وعليك بمن أمرك أن تسأله، ووعدك الإجابة. حلية الأولياء

 

اللهم، اجعل أحب ساعات الدنيا إلينا: ساعات ذكرك، وعبادتك

 

الدعاء ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وأقم الصلاة

 

 

 

أعدها الفقير إلى عفو مولاه

ماهر السيد خضير

إمام وخطيب بوزارة الأوقاف

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

تعليق واحد

  1. بارك الله فيك يا مولانا الفاضل وجزاكم الله خيرا وفيرا وكل عام وانتم بخير وسعادة وبصحه وسلامه ورمضان كريم علينا وعلى امه محمد عليه افضل الصلاه والسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »